سورة المؤمنون - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المؤمنون)


        


قوله تعالى: {ولو رَحِمناهم وكَشَفْنا ما بهم من ضُرٍّ} قال ابن عباس: الضُّرّ هاهنا: الجوع الذي نزل بأهل مكة حين دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «اللهم أَعِنِّي على قريش بسنين كَسِنِيِّ يوسف»، فجاء أبو سفيان إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إِليه الضُّرَّ، وأنهم قد أكلوا القِدَّ والعظام، فنزلت هذه الآية والتي بعدها، وهو العذاب المذكور في قوله: {ولقد أخذناهم بالعذاب}.
قوله تعالى: {حتى إِذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب شديد} فيه ثلاثة أقوال.
أحدها: أنه يوم بدر، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
والثاني: أنَّهُ الجوع الذي أصابهم، قاله مقاتل.
والثالث: بابٌ من عذاب جهنم في الآخرة، حكاه الماوردي.
قوله تعالى: {إِذا هم فيه مُبْلِسُون} وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو المتوكل، وأبو نهيك، ومعاذ القارئ: {مبلَسون} بفتح اللام. وقد شرحنا معنى المُبلس في [الأنعام: 45].


قوله تعالى: {قليلاً ما تَشْكُرون} قال المفسرون: يريد أنهم لا يشكرون أصلاً.
قوله تعالى: {ذرأكم في الأرض} أي: خلقكم من الأرض.
قوله تعالى: {وله اختلاف الليل والنهار} أي: هو الذي جعلهما مختلفَين يتعاقبان ويختلفان في السواد والبياض {أفلا تعقلون} ما ترون مِنْ صُنعه؟! وما بعد هذا ظاهر إِلى قوله: {قل لِمَن الأرض} أي: قل لأهل مكة المكذِّبين بالبعث: لِمَن الأرض {ومن فيها} مِن الخَلْق {إِن كنتم تعلمون} بحالها، {سيقولون لله} قرأ أبو عمرو: {لله} بغير ألف هاهنا، وفي اللَّذَين بعدها بألف. وقرأ الباقون: {لله} في المواضع الثلاثة. وقراءة أبي عمرو على القياس. قال الزجاج: ومن قرأ: {سيقولون الله} فهو جواب السؤال، ومن قرأ {لله} فجيّد أيضاً، لأنك إِذا قلتَ؛ مَنْ صاحبُ هذه الدار؟ فقيل: لزيد، جاز، لأن معنى مَن صاحب هذه الدار؟: لمن هي؟ وقال أبو علي الفارسي: من قرأ {لله} في الموضعين الآخَرين، فقد أجاب على المعنى دون ما يقتضيه اللفظ. وقرأ سعيد بن جبير، وأبو المتوكل، وأبو الجوزاء: {سيقولون الله} {الله} {الله} بألف فيهن كلِّهن. قال أبو علي الأهوازي: وهو في مصاحف أهل البصرة بألف فيهن.
قوله تعالى: {قل أفلا تَذَكَّرون} فتعلمون أن من قدر على خَلْق ذلك ابتداءاً، أقدر على إِحياء الأموات؟!


قوله تعالى: {أفلا تَتَّقُون} فيه قولان:
أحدهما: تتقون عبادة غيره.
والثاني: تخشَون عذابه. فأما الملكوت، فقد شرحناه في [الأنعام: 75].
قوله تعالى: {وهو يُجِير ولا يُجَار عليه} أي: يمنع من السوء من شاء، ولا يمنع منه من أراده بسوء، يقال: أَجَرْتُ فلاناً: أي: حميته، وأجرتُ عليه: أي: حميت عنه.
قوله تعالى: {فأنَّى تُسْحَرون} قال ابن قتيبة: أنَّى تُخْدَعون وتُصْرَفون عن هذا؟!

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7